إدمان النيكوتين
التدخين ثبت عندنا أنه محرم، وقد علمنا أسبابًا كثيرة لتحريمه من أضراره المتعددة، فهو محرم بلا شك؛ لأنه يشتمل على أضرار كثيرة بينها الأطباء وبينها من استعمله.
فالواجب على كل مسلم تركه والحذر منه؛ لأن الله حرم على المؤمن أن يضر نفسه، فهو يقول سبحانه: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة:195] ويقول جل علا: وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا [النساء:29] .
فالواجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة الحذر من كل ما حرم الله، والحذر من كل ما يضر دين العبد وبدنه ودنياه.
فالله أرحم بعباده منهم بأنفسهم، قد حرم عليهم ما يضرهم، قال النبي ﷺ: لا ضرر ولا ضرار وهذا التدخين ضار ضررًا بينًا، بإجماع أهل المعرفة من أهل الطب، وبإجماع من عرفه وجربه، وما فيه من الضرر العظيم.
فنصيحتي لخالك أن يتقي الله وأن يحذر هذا الخبيث، وأن يتوب إلى الله منه، حتى تعود له صحته، وحتى يسلم من غضب الله، وحتى يحفظ ماله أيضًا، والله المستعان، نعم.
ما حكم شرب الدخان؟ واستعمال " الشيشة " وجزاكم الله خيراً. وما حكم المال العائد من ذلك؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن شرب الدخان محرم بالكتاب والسنة، لما يترتب عليه من المضارالمهلكة، والعواقب الوخيمة، قال تعالى: (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات) [المائدة: 4].
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) [البقرة: 172].
وقال عز من قائل مخبراً عما بعث لأجله رسوله صلى الله عليه وسلم: (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) [الأعراف: 157].
ومعلوم لدى كل عاقل أنه لو سئل أي شخص أين يضع الدخان؟ هل يضعه تحت الطيب أم الخبيث؟ لأجاب كل ذي بصيرة أنه من الخبائث. وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا ضرر ولا ضرار" رواه أحمد وابن ماجه وغيرهما، وصححه الشيخ الألباني .
وقد ثبت بشهادة الأطباء المختصين أن التدخين سبب إصابة تسعة من بين كل عشرة من المصابين بسرطان الرئة، وكذلك يدخل التدخين ضمن مسببات أمراض القلب والجلطة الدماغية وانتفاخ الرئة والتهاب القصبة الهوائية، وكذا هو سبب للإصابة بالعنة، أو الضعف الجنسي.
وقد قال أطباء بارزون: إنه يجب التعامل مع النيكوتين الموجود في التبغ كباقي المخدرات الخطيرة مثل: الهيروين والكوكايين.
وقد يضلل بعض الناس بأن السجائر قليلة القطران لا تضر أو ضررها قليل، وهذا غير صحيح فقد أعلن وليام دونالدسون رئيس مكتب الإشراف الصحي بالحكومة البريطانية أن السجائر التي يتم تسويقها على أنها تحتوي على نسبة منخفضة من القطران يمكن أن تكون هي المسؤولة عن ازدياد حالات الإصابة بأحد الأنواع النادرة لسرطان الرئة، ووصف بعض السجائر بأنها منخفضة القطران تعبير ينطوي على تضليل المستهلك، حيث إن ذلك يوحي بأن هذه السجائر أقل ضرراً بالصحة.
وفضلاً عن أن التدخين مهلكة للبدن ـ الذي هو أمانة لا يجوز التصرف فيه بما يضره ـ فهو كذلك إضاعة للمال الذي يسأل عنه العبد يوم القيامة من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ كما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي. وقال أيضاً: "إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات ومنع وهات، وكره لكم قيل وقال كثرة السؤال وإضاعة المال" متفق عليه.
ولو رأيت رجلاً يمسك بيده مالاً ويوقد فيه النار لما ساورك شك في أنه مجنون. والمدخن يفعل ذلك تماماً، فماذا يقال عنه؟ نسأل الله الهداية والتوفيق.
وما سبق عام في شرب الدخان، سواء كان عن طريق السجائر، أو عن طريق ما يسمى بالشيشة. ولايعدز الإنسان بحجة أنه لايستطيع التوقف عن شربه لأن الانقطاع عنه ممكن عادة، وقد تركه كثير من الناس، ولكن الأمر يحتاج إلى عزيمة قوية، ومما يقوي العزيمة إيمان الشخص بأنه ذنب تجب منه التوبة، وليس عادة يخير المرء بين فعلها وتركها. والله الموفق. والمال المكتسب من الدخان يأخذ حكمه في الحرمة.
والله أعلم.
يحدث إدمان النيكوتين عندما تحتاج إلى النيكوتين ولا يمكنك التوقف عن استخدامه. والنيكوتين هو مادة كيميائية موجودة في التبغ تجعل الإقلاع عن التدخين أمرًا صعبًا. ينتج النيكوتين تأثيرات مُرضية في دماغك، لكن هذه التأثيرات مؤقتة. وذلك يجعلك تسعى إلى تدخين سيجارة أخرى.
كلما دخنت أكثر، زاد احتياجك إلى النيكوتين للشعور بالراحة. وعندما تحاول التوقف، فإنك تواجه تغيرات عقلية وجسدية مزعجة. وهذه هي أعراض الامتناع عن تعاطي النيكوتين.
بصرف النظر عن المدة التي كنتَ مدخنًا فيها، فإن الإقلاع يمكن أن يُحسن صحتك. ذلك ليس بالأمر السهل ولكن يمكنك قطع اعتمادك على النيكوتين. تتوفر العديد من العلاجات الفعَّالة. اطلب المساعدة من طبيبك.
بالنسبة إلى بعض الأشخاص، يمكن أن يؤدي استخدام أي كمية من التبغ إلى إدمان النيكوتين بسرعة. قد تشمل علامات الإدمان ما يلي:
- لا يمكنك الإقلاع عن التدخين. حاولت الإقلاع عنه مرة واحدة أو أكثر بشكل جدي، ولكن محاولاتك باءت بالفشل.
- تواجه أعراض الامتناع عند محاول الإقلاع عن التدخين. تسببت محاولتك للإقلاع عن التدخين في حدوث أعراض جسدية ومزاجية لك، مثل الرغبات الملحة، أو القلق، أو الهياج، أو التململ، أو صعوبة التركيز، أو الاكتئاب، أو الإحباط، أو الغضب، أو زيادة الجوع، أو الأرق، أو الإمساك، أو الإسهال.
- تواصل التدخين بالرغم من وجود مشكلات صحية لديك. لم تستطع الإقلاع عن التدخين، على الرغم من أنك أصبت بمشكلات صحية في رئتيك أو قلبك.
- تتخلى عن الأنشطة الاجتماعية أو الترفيهية من أجل التدخين. قد تتوقف عن الذهاب إلى المطاعم التي لا تضم أماكن خاصة للتدخين أو عن التواصل مع بعض أفراد العائلة أو الأصدقاء لأنك لا تستطيع التدخين في هذه الأماكن أو المواقف.
متى تجب زيارة الطبيب
لست وحدك مَن حاول الإقلاع عن التدخين ولكن لم يستطع الإقلاع عنه نهائيًا. فمعظم المدخنين يقومون بمحاولات عديدة للإقلاع عن التدخين قبل أن يتمكنوا من الإقلاع عنه بشكل مستمر وطول الأجل.
وتزداد فرص إقلاعك عن التدخين نهائيًا إذا اتبعت خطة علاجية تتعامل مع الجوانب البدنية والسلوكية للاعتماد على النيكوتين. ومن شأن استخدام الأدوية والعمل مع مستشار مدرَّب خصيصًا لمساعدة الأشخاص في الإقلاع عن التدخين (اختصاصي علاج التبغ) أن يعزز فرص نجاحك بشكلٍ كبير.
اطلب من فريق الرعاية الصحية الخاص بك مساعدتك في وضع خطة علاجية تناسبك أو تقديم المشورة لك بشأن مكان يقدم لك المساعدة للإقلاع عن التدخين.
الأسباب
يتم إطلاق الدوبامين، وهو أحد هذه الناقلات العصبية، في مركز المكافأة في الدماغ ويسبب الشعور بالسعادةً وتحسين المزاج.
كلما دخنت أكثر، ازدادت كمية النيكوتين التي تحتاجها للشعور بالراحة. سرعان ما يصبح النيكوتين جزءًا من روتينك اليومي ويرتبط بعاداتك ومشاعرك.
تشمل المواقف الشائعة التي تحفز الرغبة في التدخين ما يلي:
- شرب القهوة أو أخذ فترات راحة في العمل
- التحدُّث عبر الهاتف
- تناول الكحوليات
- قيادة السيارة
- قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء
للتغلب على اعتمادك على النيكوتين، عليك أن تكون على دراية بعوامل التحفيز لديك وأن تضع خطة للتعامل معها.
عوامل الخطر
من الوارد أن يصبح أي شخص مدخن أو يستخدم أشكال التبغ الأخرى عرضة لإدمانه. ومن العوامل التي ثؤثر في تحديد الفئة التي تستهلك التبغ:
- العمر. يبدأ معظم المدخنين التدخين في أثناء الطفولة أو سنوات المراهقة. وكلما كان عمرك عند بدء التدخين أصغر، كانت فرص إدمانك أعلى.
- العوامل الوراثية. قد تكون احتمالية بدئك التدخين واستمرارك فيه موروثةً جزئيًا. إذ قد تؤثر العوامل الوراثية في كيفية استجابة المستقبلات الموجودة على سطح الخلايا العصبية في الدماغ للجرعات العالية من النيكوتين التي توفرها السجائر.
- الآباء والأقران. يصبح الأطفال الذين يتربّون مع آباء مدخين أكثر عرضة لأن يصبحوا مدخنين هم أيضًا. وكذلك الأطفال ذوو الأصدقاء المدخنين أكثر عرضة لتجربته.
- الاكتئاب أو الأمراض العقلية الأخرى. تُظهر العديد من الدراسات وجود ارتباط بين الاكتئاب والتدخين. فالأشخاص المصابين بالاكتئاب والفصام واضطراب الكرب التالي للصدمة أو غير ذلك من الأمراض العقلية هم أكثر عرضةً لأن يكونوا مدخنين.
- تعاطي المواد المخدرة والكحوليات. يكون الأشخاص الذين يتعاطون الكحول والمخدرات غير المشروعة أكثر عرضةً لأن يكونوا مدخنين.
المضاعفات
يحتوي دخان التبغ على ما يزيد عن 60 مادة كيميائية يُعرف أنها مسببة للسرطان وآلاف المواد الضارة الأخرى. حتى السجائر "الطبيعية بالكامل" أو العشبية تحتوي على مواد كيميائية ضارة.
لا بد أنك تعلم أن مُدخني السجائر هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض معينة والوفاة بسببها مقارنة بغير المدخنين. لكنك لا تعلم كمّ المشكلات الصحية المختلفة التي يسببها التدخين في حد ذاته:
- سرطان الرئة وأمراض الرئة. التدخين هو السبب الرئيسي في الوفيات الناتجة عن سرطان الرئة. علاوة على أن التدخين يسبب أمراض الرئة، مثل انتفاخ الرئة والتهاب القصبات المُزمن. ويؤدي كذلك إلى تفاقم الربو.
- أنواع السرطان الأخرى. يزيد التدخين من فرص الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، مثل سرطانات الفم والحلق (البلعوم) والمريء والحنجرة والمثانة والبنكرياس والكلى وعنق الرحم وبعض أنواع ابيضاض الدم (لُوكيميا). بوجه عام، يتسبب التدخين في وفاة 30٪ من إجمالي الوفيات بالسرطان.
- مشكلات القلب والدورة الدموية. يزيد التدخين من خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية (المرض القلبي الوعائي)، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية. فإذا كنت مصابًا بأحد أمراض القلب أو الأوعية الدموية - مثل فشل القلب - فإن التدخين يؤدي إلى تفاقم حالتك.
- داء السكري. يزيد التدخين من مقاومة الأنسولين، ما قد يمهد الطريق للإصابة بالنوع الثاني من داء السكري. أما إذا كنت مصابا بمرض السكري، فقد يؤدي التدخين إلى إسراع حدوث مضاعفات مثل مرض الكلى ومشكلات العين.
- مشكلات العين. يمكن أن يزيد التدخين من فرص الإصابة بمشكلات خطيرة في العين مثل إعتام عدسة العين وفقدان البصر الناتج عن الإصابة بالتنكس البُقعي.
- العقم والعجز الجنسي. يزيد التدخين من خطر انخفاض الخصوبة لدى النساء وخطر الإصابة بالعجز الجنسي عند الرجال.
- مضاعفات خلال فترة الحمل. تواجه الأمهات المدخنات أثناء الحمل مخاطر أعلى للولادة المبكرة وولادة أطفال أقل وزنًا.
- البرد والإنفلونزا وغيرها من الأمراض. المدخنون أكثر عرضة للإصابة بحالات عدوى الجهاز التنفسي، مثل نزلات البرد والإنفلونزا والتهاب القصبات.
- أمراض الأسنان واللثة. يرتبط التدخين بزيادة خطر الإصابة بالتهاب اللثة وأنواع خطيرة من عدوى اللثة يمكنها تدمير هياكل دعم الأسنان (التهاب دواعم الأسنان).
يعرض التدخين من حولك أيضًا لمشكلات صحية. فالأزواج غير المدخنين الذين يعيشون مع أزواج مدخنين معرضون لمخاطر أعلى للإصابة بسرطان الرئة ومرض القلب مقارنة بالأشخاص الذين لا يعيشون مع أحد المدخنين. وأيضًا الأطفال الذين يدخن آباؤهم هم أكثر عرضة لتفاقم الربو والتهابات الأذن ونزلات البرد.
الوقاية
إن أفضل طريقة للوقاية من إدمان النيكوتين هي عدم استخدام التبغ في المقام الأول.
وأفضل طريقة لمنع الأطفال من التدخين هي ألا تدخن أنت نفسك. فقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين لا يدخن آباؤهم أو الذين نجحوا في الإقلاع عن التدخين هم أقل عرضة لممارسة سلوك التدخين
0 التعليقات:
إرسال تعليق